يتميز الإنسان الناجح بصفات إيجابية تمكنه من رؤية الأشياء بمنظار أكثر ضياءا ونورا ، وهو يقول دائما : " ممكن " بينما الفاشل يرى الأشياء من خلال منظار أسود قاتم والعياذ بالله ، لو قلت له أن الجو جميل وربيعي اليوم سيرد عليك بقوله : أنا لا أرى أي شيء ولا يهمني إن كان جميلا أم لا .
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " من قال هلك الناس فهو أهلكهم " ، فالإنسان السلبي دائما يشتكي من كل شيء ، فيقول : لم يبقى الخير والأخلاق ، والناس ضاعت في فلك الماديات ، وظروف البلاد صعبة ولا يوجد عمل ...الخ . لكن إذا أردنا معرفة أهم الصفات التي جعلته يفكر بهذه الطريقة سنجد أنه :
- مبرمج بطريقة سلبية جدا وهذا نتج عن عدة عوامل وهي : الوالدين ، المدرسة ، الأصدقاء ، الإعلام ...الخ .
- له طاقات كبيرة لكنه للأسف لم يعرف كبف يستغلها .
- قابع في مكانه لا يتحرك أبد ولا يريد أن يتقدم أبدا نحو الأمام ...
- كثير النقد ولا يعجبه أي شيء .
- عندما يتكلم يستخدم لغة عنيفة وفظة مع الآخر .
- فاشل في الاتصال وينفر منه الجميع .
- إنسان لا يحقق أي شيء أو أي نجاح في الحياة .
- إنسان تصنعه الأحداث ولا يصنع أي شيء .
هنا أطرح الإشكال التالي عليكم : الأمة اليوم تعيش مرحلة صعبة وأنتم ترون نكباتها وأحزانها ، فنحن بحاجة إلى من يمسك بيدها ويمسح دموعها ، ويقدم شيئا من أجل نهضتها ، نحن بحاجة إلى أصحاب الهمم العالية ، إلى كل من يؤمن بصناعة المجد واسترجاع حضارتنا التي نفتخر بالانتساب لها ، كيف لا وهي أعظم حضارة بناها سيد الخلق عليه الصلاة والسلام نحن وفي هذه المرحلة لا نحتاج إلى من يثبط العزائم ، نحن شعارنا : " ومن أحياها فقد أحيا الناس جميعا " ، نحن نحاول أن نؤثر في هؤلاء السلبيين ونغير اتجاهاتهم ونقول لهم : نحن بحاجة إليكم لأن هذه النهضة بحاجة إلى الجميع لكي نعمل جميعا لنحقق في الأخير الهدف المنشود .
في هذه المرحلة نحن بحاجة إلى أن نفكر جميعا في الحلول ، لأن لو جلسنا نفكر إلا في المشكلات فصدقوني لا نصل أبدا فكما قال أحد الفلاسفة : " المهم ليس البحث عن الحرية ، ولكن الأهم هو كيف نتحرر " ، نعم كيف نتحرر من التبعية الغربية في كل شيء ، في الملبس ، الغذاء ...الخ . ونخرج من دائرة الاستهلاك وأن نفكر كيف نصبح منتجين ، لأننا أمة عمل وصناعة وإنتاج .
صديقي العزيز إذا كانت لديك مجموعة من المفاتيح لفتح الباب فلا تكتفي باستعمال مفتاح واحد فقط لأنه لم يفتحه ، بل جربها جميعا فلعل واحد من هذه المفاتيح يكون الحل وسيفتح لك الباب لتدخل وترى عالم آخر جميل ، فيه حدائق وورود زهية ، وترى الناس تصنع النجاح في كل الميادين ... فجرب ولا تخف ، حاول أن تتقدم لأن أي خطوة تخطوها هي تمهد لك الطريق إلى عالم أفضل ...
حاول أن تخرج من المشكلة التي وضعت نفسك فيها ، وسأعطيك منظار التفاؤل وأنا متيقن أن نظرتك ستتغير ...
إلى كل من يؤمن بصناعة المجد ...